.
.
.
.
.
.
.
حــذاءٌ لِكُـلِّ (بـوش)
(شعر: محمد محمود مرسي)
بالله كَـبِّرْ وَارْمِها يارَامِي .. رَجْمُ الأَبالِسَـةِ الرُّعَـاةِ(1) مَرَامِي
هَذِي حِذاءُ القَدْرِ حَقَّتْ مِنْ عَلٍ .. كَحِجَارةِ السِّجِّيلِ(2) للأَشْرَامِ(3)
خُذْهَا وَمِنْ بَعْدِ السُّبَابِ -كَما الكِلا.. بِ- مُسَكِّنًا لِلْخِزْيِ وَالأوْرَامِ
إِنَّ الكِلابَ تُعَابُ إنْ نُعِتَتْ بِها..تِلْكَ الْحُثَالَةُ أُسْوَةً بِكِرَامِ
أَنَّى نُشَبِّهُ في وَضَاعَةِ فَلْحَسٍ(4) .. صِنْوُ(5) الوَفَاءِ بِوَحْشَةِ الإجْرَامِ
وإذا جَريرَةُ(6) مٌجْرِمٍ قِيسَتْ بِمَنْ .. أَخْنَى عليهِمْ(7) فانْهَضوا بِعُرَامِ(
يا زَوْجَ أفّاقَـيْنِ هَلْ لَمْ تَخْجَلا .. أَمْ لَمْ تُكَالا في الْحَـيا بِجِرَامِ؟؟!
كَيْ ترْقَـيا مَتْـنَ المنابِرِ بيْنما .. بِأَكُفِّـكُمْ دُمُنا اصْطَلَى بِضُرَامِ؟؟!
ماكانَ قَدْرُكُما المُبَجَّلُ فَرْدُها .. بَلْ لِلْقِرَى(9) زَوْجٌ مِنَ الأَصْرَامِ(10)
أُولَي لِـ(بُوشَ) البَوْشِ(11) بَاشَ بواشُه .. وإذِ انْحَنَى الأوْباشُ للأكْرامِ(13)
تُلِيَتْ بِثَانِيَةٍ تَـتُوقُ لأَصْلِها .. طارَتْ تُعَانِقُ جيفَـةَ الْفَرَّامِ
لَوْ خلَّوْا الآفاقَ لانْدَكَّتْ بِهِ .. وَلَمَاتَ مَرْدُومًا مِنَ الصُّرَّامِ
كمْ مِنْ نِعَالٍ يا أَسَافِلُ كَمْ لَنا؟! .. مَنْ يسْتَخِفُّ بِخُفِّـنَا العَرَّامِ؟!
هذا أقَلُ الْمُسْتحقُّ وَأَبلغُ الْـ .. خُطَبِ الْحَرِيَّـةِ فِي لِحَاقِ حَرَامي
هِىَ صَفْعَةٌ للظُلْمِ لا يَرْقَى لَهَا .. سِوَى بَاسِلٍ مُسْتَأْسِدٍ مِكْرَامِ
خَلَعَ الحذاءَ وَتالِفَ الدُّنيا وقا .. لَ "اليومَ يبدأُ للسَّنا إحْرَامِي"
كَمْ ذَا يُذَكِّرُنَا بِهَـبَّةِ ثَائِرٍ .. مِنْ لَوْعَةِ الْنَّهْرَيْنِ للأهْرامِ
مِنْ "غَزَّة" المحصورةِ الْـ"لاتنْحَنِي" .. مِثْلِ ارتقاءِ النَّخْل بَيْنَ صُرامِ
نابَتْ حِذاؤُكَ عن مَراكِيبِ الوَرَى .. تَقْتَصُّ فِي إرْسَالِهَا الْمُترَامِي
"سَنَرِيهُمُ آياتِنا" فتأمَّلُوا .. صُوَرًا لِـ(بُوشَ) يَغُطُّ فِي الأَعْلامِ
مِنْ خَلْفِهِ نَشَرَتْ جَنَاحَيْ مَوْطِئٍ .. جُنَحُ الإدَانَةِ فِي رُؤَى الإعْلامِ
و"اللهُ أكْبَرُ" بَيْنَ رَاياتِ الطَّغِيْ .. يِ تفتَّقت مِنْ حُجِّةِ الإبْرامَ
خُطَّتْ بِخَيْرِ خَضَارِها مَطْوِيَّةً .. لا تنْجَلي لعِداكَ بالإكْرَامِ
فِي مَشْهَدٍ حَارِّ المشَاعِرِ صَاعِقٍ .. مُتَسامِقٍ مُتَدَفِّـقٍ وَدِرامِي!
هَذِي بِداياتُ النِّهايةِ لِلْجَبَا.. بِرَةِ الطُّغَاةِ مُشوِّهِي الأَجْرَامِ
ذادَ الخسيءُ عَنِ القميءِ إذِ انْحَنَى.. كَالْجُرْذِ مَبْهُوتًا مِنَ الإيهَامِ
فلقد توهَّمَ ذا الوَقِيطُ(14) لِلحظةٍ..(صدّامَ) عادَ بِبِزَّةِ الإعْدَامِ
ثُمَّ انْحَنَى للذُّلِّ ظَنَّ مُطأْطِـئًا.. في القَذْفَ "صَارُوخًا مِنَ (القَسّامِ)
هَذِي حذاؤكَ بَلْ حِذائيَ بَلْ وَأَحْـ..ـذِيَةِ الوَرَى طاحَتْ عَلَى الأَبْرامِ
لَفظَتْ "خَسِئْتَ" بِعِـزَّةٍ عَرْبيةٍ .. فُصْحًى(15) بَدَتْ لِلْعُجْمِ(16) وَالآرَامِ(17)
وَإذا تَأهَّبَ نَعْلُنا خُرِسَ الْخَنُوْ..عُ المسْتَبِدُّ بِبُلْغَـةِ الأوْصَامِ
خُطَبُ الودَاعِ لأهْلِها فَانْعَمْ بِها .. مِنْ خَيْرِ خاتِمَةٍ لِشَرِّ أنَامِ
وَاشْكُرْ إلَهَكَ حَيْثُ لَمْ تُدْهَسْ بِها .. فِي عيدِ شُكْرِك فِي ذُيُولِ العَامِ
ياليْتَـنا يوْمًا نَرَاك مُغَمَّدًا(18) .. فِي مَعْهَدِ السَّرَطانِ وَالأَوْرَامِ
فخَبالُكَ الموْتُورُ أخْصَبُ مَبْحَثٍ .. بِمُخَيْخِكِ المُتَعَطِّشٍ الرَّمْرَامِ
إِنِّي لَمِنْ عُشاقِ مَوْطِنِ عِزِّنَا .. من بابلَ التاريخِ وَالأَهْرَامِ
وَلَعِي إِبَاءُ شُعوبِنا رَغْمَ الضَّنَى .. وَعَلَى خُطَى الأحْرارِ هَامَ غَرامِي
--------------------------------------
الرُّعَاةِ(1): رُعَاةِ البَقَر ("بوش" من "تكساس" ولاية رعاة البقر ، قاتلي ومبيدي الهنود الحمر ، سكان أمريكا الأصليين)
السِجّيلُ(2): الطينُ المتحجِّر ، وأحد أوْدية جَهنّم (ترميهم بحجارةٍ من "سجِّيل": سورة الفيل)
الأشْرَام(3) : جمع أشرم ، في إشارة لكل من نهجوا درب (أبرها الأشرم في رحله لتحطيم الكعبة)
الفَلْحَسُ(4): الحَريصُ، والكلبُ، والدُّبُّ المُسِنُّ، والإنتهازي المتطفّل، ومن يَتَحَيَّنُ طعامَ الناسِ
صِنْوٌ(5): شبيهٌ
جَريرَة(6): جِناية
أخْنَى عليهم(7): أهْلَكَهُمْ
بِعُرَامِ(
: العُرامُ: الحدّة والشّدة والكَثْرَةُ
القِرَى(9): إكرام الضيف
الأَصْرَامِ(10): الأحذية والنّعال
البَوْشِ(11): الجماعات المختلطة من أعْراق مختلفة (إشارة لأمريكا)
ضِرام(13): شرارة إشعال النار
الوَقِيطُ(14): من طارَ نَوْمُهُ فأمْسَى مُتَكَسِّراً ثَقِيلاً، وكلُّ مُثْقَلٍ ضَرْباً أو حُزْناً، وحُفْرَةٌ في جبلٍ تَجْمَعُ ماء المطَرِ
فُصْحًى(15): فصيحة
العُجْمُ(16): خلافُ العُرْبِ ، غير الفصحاء
الآرام(17): حجارة في المفازة يُهتدى بها، وأهل إِرَم (إرم ذات العماد: سورة الفجر)
مغمَّدا(18): ملفوفا مكفوفا، كما السيف في غِمْدِه لاحول ولاقوة